كتاب الشـــهــد في التربية الإسلامية للصف الحادي عشر / الفصل الاول

إجابات أسئلة و أنشطة الكتاب الوزاري
لمادة التربية الإسلامية
للصف الحادي عشر
الفصل الأول
٢٠٢١ – ٢٠٢٠
إعداد / إياد محمد خضر
لتحميل الكتاب اضغط هنا
لتحميل الكثير من المواد التعليمية لكافة الصفوف يمنكم الانضمام الى قروب الفيس بوك شبكة الكتاب التعليمية من هنا
والاعجاب بصفحة الفيس بوك #الكتاب من هنا
المترفون في كل أمة هم طبقة الكبراء المسرفين، الذين يجدون المال، ويجدون الخدم، ويجدون الراحة، فينعمون
بالدعة والسيادة، حتى تترهل نفوسهم وتأسن، وترتع في الفسق والمجون، وتستهتر بالقيم والمقدسات والكرامات،
وتلغو في الأعراض والحرمات، وهم إذا لم يجدوا من يضرب على أيديهم عاثوا في الأرض ً فسادا، ونشروا
الفاحشة في الأمة و أشاعوها، و أرخصوا القيم العليا التي لا تعيش الشعوب إلا بها ولها .ومن ثم تتحلل الأمة
وتسترخي، وتفقد حيويتها وعناصر قوتها و أسباب بقائها، فتهلك ُوتطوى صفحتها. وال آية تقرر ّسنة الله هذه، ف
إذا ّقدر الله لقرية أنها هالكة؛ لأنها أخذت بأسباب الهلاك، فكثر فيها المترفون، فلم تدافعهم، ولم تضرب على
عليها ّسنة الله، و أصابها ّ أيديهم، سلط الله هؤلاء المترفين ففسقوا فيها، فعم فيها الفسق، فتحللت وترهلت، فحقت
الدمار والهلاك، وهي المسؤولة عما يحل بها؛ لأنها لم تضرب على أيدي المترفين، ولم تصلح من نظامها الذي
يسمح بوجود هؤلاء المترفين .فوجود المترفين ذاته هو السبب الذي من أجله سلطهم الله عليها ففسقوا، ولو أخذت
عليهم الطريق، فلم تسمح لهم بالظهور فيها ما استحقت الهلاك، وما سلط الله عليها من يفسق فيها ويفسد، فيقودها
إلى الهلاك. إن إرادة الله قد جعلت للحياة البشرية قوانين لا تتخلف، ً وسننا لا تتبدل، وحين توجد الأسباب تتبعها
النتائج، فتنفذ إرادة الله وتحق كلمته، والله لا يأمر بالفسق؛ ّلأن الله لا يأمر بالفحشاء، لكن وجود المترفين في ذاته،
َ قدر الله سيصيبها جزاء ً وفاقا. وهي التي
دليل على ّ أن الأمة قد تخلخل بناؤها، وسارت في طريق الانحلال، و ّ أن َ
تعرضت ّ لسنة الله بالإهلاك والتدمير بسماحها للمترفين بالوجود والحياة.